قراءة الرواية ممتعة، فهي تصور مجتمعاً كاملاً تصخب فيه الحياة، ويحفل بأشخاص يتعرف القارئ إليهم، فيتأثر بهم، وينفعل، بل يستفيد ويتعلم، لأنهم أكثر وضوحاً من الناس في الحياة اليومية، وأكثر نضجاً وتكاملاً، ولذلك يقبل على قراءة الرواية الأجيال من مختلف الأعمار. والذي يسعى إليه هذا الكتاب تقديم دراسات عن بعض الروايات، كي يرى القارئ من خلالها كيف يمكن اكتشاف بواطن الرواية، والوصول إلى مقولات وقيم وأفكار خفية، ليبدأ القارئ بعد ذلك بتناول الرواية بطريقة جديدة، بل لعله يجد الحافز إلى كتابة الرواية. وقد تألف هذا الكتاب من مدخل وقسمين، تم الكلام في المدخل على طبيعة الرواية وعلاقة القارئ بها، ثم ضم القسم الأول أربع مقالات نظرية عن الرواية، جرى فيها الكلام على الشخصية، والحُبكة، وجماليات المكان، والرواية التاريخية، وضم القسم الثاني خمس دراسات تناولت بضع روايات بالدرس والتحليل، وهي لِكُتَّاب من أجيال مختلفة، ومن عدة أقطار من الوطن العربي، وكان من الطبيعي أن تتنوع طرق دراستها وتختلف، ثم اختتم الكتاب بدراسة عن الحب في الرواية العربية.